خطورة الانتقاد

 خطورة الانتقاد






الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمرٌ من ربالعالمين 

ولاشك أن من يقوم بذلك عنده غيريّه على الحقّوعلى الإصلاح

مع ذلك لا ننسى

 "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة

"ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك"

هناك خيط رفيع يفصل بين الأمر بالمعروف وغلظةالقلب 

خطورة تكرار التوجيه والانتقادات أن السامع يمّلويسأم

لأنه لا مساحة لحرّية التصرّف أو الاختيار

"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"

ولا مجال للخطأ والتجريب والحقيقة أن الخطأ هوأفضل معلم 

عندما نُشدد في النصح والتوجيه نمنع الآخرين من أنيقتنعوا بأنفسهم ومن خبراتهم وتجاربهم الخاصّةوهذا شيء ضروري في رحلة حياة أي إنسان لتطورهوتكوينه 

كما نحرم الآخر من حقّ حرية الرأي 

"لا إكراه في الدين

وبذلك ننقلب من أن نكون مبشرين إلى منفرين ومنشدّة المراقبة والتوجيه يشعر الآخر أنه مسيّر ولااختيار له

يشعر بالغصب والإكراه ما يدفعه للتمرّد

لا تطلبوا من الناس أن يكونوا نسخاً عن أنفسكم

افسحوا مجالاً للتفرّد .. هذه حاجة عند كل إنسان

افسحوا مجالاً للتميّز 

افسحوا مجالاً للاختلاف 

طالما الاختلاف ليس في أمور جوهرية فلا بأس 

تخيلوا لو العالم كله نسخ مكررة من ذات الشخص

كم سيكون هذا مملاً 

والأمر الأخطر من ذلك أن تكرار الانتقاد والتوجيهيدفع الآخر إلى أن يتوقف عن الاستماع كليّاً لشدّة مايشعر من الرفض لشخصه وتصرفاته

أجمل ما يمكن أن تهديه لأي إنسان هو أن تتقبله كماهو .. هذا ما يجعله يرغب في أن يستمع لك ويحبكبل ويقلدُك ويتخذك قدوة

لذلك كان التوجيه فن في حدّ ذاته وإبداع

كأن يحكي إنسان قصّة طريفة وهذا أسلوب قرآني

أو أن يسرد خاطرة خفيفة ويمزجها مع الطرفةوالمديح كما كان النبي عليه السلام يفعل

التوجيه والنصح موضوع حسّاس يحتاج شعور مرهفحتى نستشعر درجة تقبل الآخر ومقدار جهوزيتهلاستقبال الكلام

لذلك نزل القرآن على مراحل وليس دفعةً واحدة بلعلى فترات متباعدة حسب المواقف والأحداث





Sent from my iPhone

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ظاهرة الترانسفيرينغ

أنا ممتن لكل المهام التي أستطيع القيام بها

كيفية تغيير المعتقدات السلبية