عقلية الضحية .... لمن يحتاج يسمع كلمة آسف

لمن يحتاج أن يسمع كلمة آسف
عقلية الضحيّة
####
"لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم"
صدق الله العظيم
كثيراً ما نسمع الأخصائيين النفسيين يقولون التغيير يبدأ من الداخل
ما هذا الهراء !! كيف من الداخل؟؟؟
هل أنا المسؤول عن الظروف الاقتصادية السيئة في البلد ؟
هل أنا من سببت الكوارث الطبيعية ؟؟
هل تضع اللوم علي ؟؟؟ أنا ؟؟؟؟
أنا الضحية هنا ….
أنا الذي ضحيت ..
أنا الذي تعذبت ..
أنا الذي ظُلمت..
أنا من أُكل حقي …
أنا الذي تعرضت للاضطهاد …
أنا حظي سيء…
أنا مورثاتي غير جيدة…
أنا لم أختر والدي …
أنا ولدت في البلد الخاطىء... في الزمن الخاطىء... في الوقت الخاطىء
أنا المظلوم .. أنا الضحية

صحيح … لست من يتحكم بالطقس ولست من يتحكم بالظروف ولا تستطيع تغيير البشر ولا السيطرة على أفعالهم ولا إقناعهم بشيء لا يريدون أن يفهموه غصباً

لست المسؤول عن كل هؤلاء… أنت فقط مسؤول عن نفسك أنت وعندك الخيار كيف ستتصرف وكيف سترد

طالما هؤلاء الأشخاص ظلموك ويسيؤون معاملتك ما الذي يجعلك تُصرُ على مصاحبتهم؟
لماذا لاتزال تسمح لهم بإهانتك وسوء معاملتك واستغلال طيبة قلبك
طالما علمت وأثبتوا لك مراراً وتكراراً بأنهم لم يتغيروا ولا يريدون أن يغيروا من أساليبهم في التعامل..
طالما كشفت أكاذيبهم وطالما كشفت خداعهم فلماذا لا تزال تسمح لهم بانتهازك؟
هذا يعني أنك أنت اخترت البقاء في صحبة أناس غير صحيين
لا تستطيع التحكم بهم ولا تغييرهم فالهدي هدى الله
طالما عبرت عن انزعاجك بشتى الطرق ولا فائدة هذا يعني فعلاً لا فائدة .. ثق في حدسك
لعل مسؤوليتك تنحصر في إيجاد صحبة صالحة تعينك وتساعدك وتحترمك! لماذا لا تبتعد عنهم … حقك أن تعتني بنفسك
إن لنفسك عليك حقّ …
النبيّ عليه السّلام لما تآمر المشركون على قتله هاجر ...
لقد صبر على أذاهم نعم ولكن لما اشتدّ الأذى هاجر …
أو على الأقل اقطع الأمل من أن يتغيروا هكذا تحمي نفسك من الإحباط … قطع الأمل هو من التقبل لطبيعة الآخر
أتخشى الوحدة؟ أو ألّا تجد صحبة خيراً من هذه
هل صحتك أبدى أم صحبة مفسدة؟

لعلّ هؤلاء الصحبة يذّكرونك بشخص مقرّب أخ أو أم أو أب أو جدّ
الألفة تجعلنا نميل إلى اختيار أشخاص في علاقاتنا يشبهون نماذج تعكس تجرابنا الأولى في الطفولة  أو الشباب… فنجد أنفسنا وكأن التاريخ يعيد نفسه.. في الحقيقة نحاول أن ندخل في علاقة مع نفس الشخص لنصحح الماضي
المشاكل نفسها تتكرر .. سوء المعاملة
الإهانات .. المسبات .. الإهمال ..

ثمّ نسأل أنفسنا لماذا حظي عاثر؟؟
ربما لم تنظر جيداً لعلاقاتك وتقيمها
ربما لم تتعلم كيف تحسن فن انتقاء الأصحاب
ربما ليس العيب فيك بل فيهم .. ربما تنتظر القبول أو المحبة أو الاهتمام من أشخاص غير قادرين على العطاء أصلاً ...

العلاقات الصحية هي التي فيها أخذ وعطاء من الطرفين
كل طرف يدعم الآخر في أزمته ويشجعه ويساعده
وبالعكس..

ربما الشخص الذي تحتاج أن تعتذر منه هو أنت
اعتذر لنفسك لأنك وثقت بسرعة بأشخاص قبل أن تختبرهم لقد كنت صغيراً ولا تعرف وهذا طبيعي .. الإنسان يتعلم من أخطائه .. سامح نفسك
اعتذر لنفسك لأنك تحمّلت فوق طاقتك لأجل غيرك ولم تراعي نفسك
اعتذر لنفسك لأنك تأملت وتألمت وتحمّلت الكثير من أجل أشخاص لا يقدرونك ولا يحترمونك
الاعتذار الذي طالما انتظرته من الآخرين أعطه لنفسك الآن
إذا كنت ترهق نفسك كل يوم حتى تسمع كلمة برافو عليك يا بابا .. الله يرضى عليكِ يا ماما … اعطِ نفسك هذه الكلمة الآن .. فأنت تستحقها
وتوقف عن السعي لاستحقاقها من الآخرين ..
لا تحتاج رخصة من الآخرين لتتقبل نفسك  .. أنت تقبل نفسك ..
وعِد نفسك بأنك من الآن فصاعداً ستعتني بها أكثر ولن تضعها في مواقف تستنزفها  بعد اليوم …
ليست أنانية … لنفسك عليك حقّ
وإذا لم تُوفق في اختياراتك الجديدة في العلاقات أعد المحاولة…
أو استشر أخصائي في العلاقات ليساعدك على إعادة برمجة دماغك لتتوقف عن اختيار الأشخاص غير المناسبين لشخصيتك ويسهل عليك تمييز الشخص المناسب

من وحي الموقع الرسمي للأخصائي النفسي  Alan Robarge

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مواساة

الممارس غلب الفارس

أنماط التفكير السلبي