التوكيدات والمعتقدات
هل لاحظت كيف أنك أحياناً تقوم بالأمور من غير تفكير واعي .. مثلاً قد تقود سيارتك وتعيدها للموقف دون تفكير أو قد تطبخين أو ترتبي السرير دون تركيز
السبب وراء هذا هو الذاكرة المضمرة أو الضمنية
المعتقدات السلبية أو المعيقة مثل السواقة دون تركيز بمعنى أنها تخزنت في أذهاننا منذ وقت بعيد نتيجة التكرار والأحداث التي مررنا بها خاصة إذا كانت مشحونة بالعواطف وتكررت هذه الأفكار حتى ترسخت دون وعي منا بأننا نعتنق مثل هذه المعتقدات
نحن نؤكد لأنفسنا معتقداتنا طوال الوقت عن طريق إعادة تفكيرنا بها سواء كانت هذه المعتقدات معيقة أو مفيدة
لذلك عندما تكرر لنفسك أفكار أو عبارات إيجابية عدد كبير من المرات فإنها سوف تتخزن في ذاكرتك الضمنية بنفس الأسلوب وتتحول إلى إيمان أو معتقدات راسخة
عاداتك ومعتقداتك ترسخت في ذهنك عن طريق تفعيل الخلايا العصبية عندما مررت بموقف ما أو حادثة ما أو تعاملت مع أشخاص معينين فيتكون رابط بين المحفز الخارجي والفكرة أو المعتقد
سيكون الرابط أقوى لو كان هناك عواطف مشحونة لأن الدماغ يريد حمايتك من الأذى فيذكرك بالشعور المرافق
وأحياناً هذه الروابط لو كانت غير دقيقة تتسبب في المشاكل
أحياناً كلمة صغيرة قد تجعلنا نستشيط غيظاً دون أن نعي لماذا
فإذا كانت ردة فعلنا لا تتناسب مع حجم الموقف قد يكون هناك في الذاكرة الضمنية رابط قديم سبّب ردّة الفعل هذه
لهذا من الضروري أن نراقب مشاعرنا ونصبح تلاميذ لمشاعرنا
وهنا تأتي ضرورة تكرار العبارات الإيجابية الجديدة لأنفسنا في اللحظات التي نستثار أو يستفزنا موقف ما
هكذا تعيد برمجة دماغك ويحل برمجة جديدة محل البرمجة القديمة وهكذا تكون عادات جديدة وطريقة تفكير جديدة مختلفة عن القديمة ..
كأن تقول لنفسك في عز خوفك بدل القول حظي نحس تقول لنفسك {إن ربي معي سيهدين} أو أي عبارة أو مبدأ تودّ أن تعتنقه
تعليقات
إرسال تعليق