السعادة قرار
السعادة قرار
كثير منا يعلق سعادته على أشياء يقتنيها أو أشخاص يكون معهم
لكن السعادة في الحقيقة تنبع من الداخل
الشخص نفسه يصنع سعادته
من علّق سعادته على أي شيءٍ صار عبداً لذلك الشيء
فدامت سعادته ما دام الشيء وذهبت ما ذهب
كلّ منا يستقي شعوره بالقيمة من شيء
بعضنا يستقي شعوره بالقيمة من امتلاك تلك السيّارة الفارهة أو السكن في ذلك المنزل الفخم في تلك المنطقة الراقية
والآخر يستقي قيمته من علاقاته فيتعلق بأبٍ أو أمٍ أو ابن أو ابنة فكانت علاقته بذلك الشخص مصدراً لاستقراره وهدوء أعصابه
ولو سافر أو فارق الحياة اهتّز واضطرب وقُلبت حياته رأساً على عقب
نحن لا نقلل من أهمية المال ولا السكن الحسن ولا الأهل ولا الأصدقاء
ولكن طالما أننا نتعلق بهذه الأشياء تعلّقا يقرر هويتنا واستقرارنا ، من نكون وكيف نعيش .. كان من الصعب أن نجد السعادة
الشيء الوحيد الثابت في الحياة هو الله لأن التغيير سنة ثابتة في الكون
لمّا يحرر الإنسان نفسه من التعلق بأي ٍ .. كان من الصعب أن ينهار
صار عبدا لله فقط قد يحزن لخسارة تجارية وقد يبكي لفراق حبيب ولكنه لا ينهار بل يستطيع التأقلم مع التغيير والتكيّف مع الظروف الجديدة ويتوكّل على الحيّ الذي لا يموت ويتحرر من عبودية أي شيءٍ أو شخصٍ آخر إلا عبودية من يستحق العبادة
تقبل فكرة أن التغيير هو الثابت الوحيد هو ما سيجعلنا أقوياء في مواجهة المصاعب
تعاقب أوقات المحن وأوقات الرخاء من سنن الكون مِثل تعاقب فصول السنة فلا نتوقع دوام رخاء ولا دوام مصيبة
ونستقي قوتنا من علاقتنا بالله الحيّ الذي لا يموت
ونثق أنه سيهدينا ويرشدنا ويصلحنا ويرزقنا
وهذا ما سيجعلنا أقوى بالله .. هذا ما سيجعلنا عبّاداً حقيقيين
تعليقات
إرسال تعليق