التعلق المرضي ومن الحب ما قتل
التعلق المرضي
ومن الحب ما قتل
في الطفولة من احتياجات الطفل الأولى هي التعلق بالأهل
فهم مصدر الأمان والغذاء
فإن لم تلبى تلك الحاجة النفسية لسبب أو لآخر يخلق لدى الطفل ما يسمى بالارتباط القلق ويرتبط عنده مفهوم الحب بالقلق وينطلي هذا النمط من التعلق في المستقبل على كل علاقاته الحميمة المستقبلية من صداقة وعلاقات عمل وغيرها
وفي حال زادت هذه الصفة فوق الحد الطبيعي ظهرت اضطرابات الشخصية كالشخصية الاعتمادية أو الشخصية التجنبية أو اضطراب الشخصية الحدية..
فيشعر الشخص بالقلق عند ابتعاده عن من يحب فهم بالنسبة له مصدر الأمان
يشعر بعدم القدرة على التواجد بمفرده ولو لفترة قصيرة
ينشغل فكره بالعديد من السيناريوهات المخيفة التي ممكن أن تصيب من تعلق بهم
يجد صعوبة في أن يهدأ بمفرده أو أن يشغل نفسه بأي أمر آخر كالدراسة أو العمل
ممكن أن يلجأ إلى طرق غير صحية للهروب من مشاعر قلق الانفصال
حبه تملكي ، كثير الإلحاح والزن ،شديد الغيرة لخوفه من فقدان من يحب
يبنى مفهومه عن نفسه وقيمته من ارتباطه بمن يحب
يغير اهتماماته لتطابق من تعلق بهم
يلغي شخصيته وعائلته وأصدقاءه وهواياته لينصهر في الآخر في اهتماماته ومشاعره ومشاكله وهواياته
فيطيع كل أوامره ويأخذ كل كلامه على محمل الجد ويتأثر به في الصميم به بحيث يرى نفسه من منظور الآخر ومن خلال عيون ورأي الآخر فإن رضي عنه الآخر رضي عن نفسه وإن سخط عليه الآخر لام نفسه وحمل نفسه كل المسؤولية وبالغ في لوم نفسه وكأن كلام المحبوب قرآن منزل صحيح ولا خلط فيه أو خطأ .. ما يؤثر تأثيرا بالغاً على ثقته بنفسه وقيمته الذاتية فيصبح مصدر قيمته الذاتية الآخر وهذا أمر خطير .. من سلم قيمته للآخرين أصبح كاللعبه في أيديهم وأصابه التعب وربما الكآبة وممكن تودي به للانتحار
كما أن التعلق الشديد هذا يجعل الآخر يشعر أنه المسؤول عن مشاعر المعتمد عليه وهذا حمل كبير لا يتحمله أي منا وكأنه طفل وليس شخصا راشداً
فكل إنسان بالغ راشد مسؤول عن حالته الشعورية هو بنفسه وأن يتوقع من الآخرين إسعاده هو حمل كبير يجعل الآخر ينفر
كما أن ذلك خطر لأنه أودع صحته النفسية بيد من قد لا يقدرها
كما أن ذلك خطر لأنه أودع صحته النفسية بيد من قد لا يقدرها
وهؤلاء الأشخاص شديدي التعلق غالبا يصبرون على كثير من الأذى النفسي والاضطهاد وأحيانا أيضا أذى جسدي من خوفهم من الانفصال
يفضلون تحمل الأذى على أن يعيشوا وحدهم
ما الحل !؟؟
1)من لا يشعر بقيمته الذاتية لم يصرف الوقت الكافي ليكتشف ذاته واهتماماته وهواياته فكان هذا ضروريا لفك التعلق المرضي
2)كما من الضرورة أن يهتم بمشاعره هو ويوليها الاهتمام ويقدم لنفسه ما تحتاج وفقا لهذه المشاعر كما يسمح للآخرين بذلك
3)وليستطع الانتباه لمشاعره كان قضاء الوقت وحيدا ضروري كي ينتبه لحالات جسده ونفسه ويفهم الرسائل التي يوجهها له جسده ويقدرها
4)ولابد أن يمارس التعبير عن هذه المشاعر بطريقة لبقة ويعبر عن آرائه واهتماماته للآخرين بدل المسايرة وكلما مارس ذلك قويت هويته الشخصية أكثر وثقته بنفسه كما سمح للآخرين بذلك
5)ومن هنا كان رسم الحدود ضروريا
فيعبر الشخص عن ما يزعجه وما يضايقه ولو كان هذا يزعج الآخرين فمن حقه التعبير عن مشاعره الخاصة ومن حقه أن تحترم مشاعره ورغباته الشخصية مثله مثل أي شخص آخر وهذا قد يكون صادماً لمن اعتاد معاشرتهم واعتادوا على انصهاره في مشاكلهم وشؤونهم هم فقط
6)ومن المفضل أن يغير الأشخاص الذين اعتاد صرف الوقت معهم ليجد لنفسه محيطاًجديداً من الأشخاص الذين يسمحون له بالتعبير عن رأيه
وشخصه ويتقبلون فرديته كما يتقبل هو فرديتهم
مايسمح له أن يبني هويته الشخصية ويحقق فرديته ويشعر بقيمته الذاتية كفرد فيكون هو ومبادؤه ومعاييره الخاصة مصدر قيمته الفردية وليس الآخرين ورضاهم عنه ويكون بهذا قد أعطى نفسه حقها بأن حرص على منفعتها وتعرف عليها وحقق تزكيتها ...
وما كان ظالماً لنفسه بأن جعلها عبدة لأحد غير الله تعالى ..
وعندها يمكن للمرء أن يحب دون مبالغة وعندها أيضا لو فقد عزيزا أو فارق لن ينهار ...
ودمتم سالميين
تعليقات
إرسال تعليق