عادة جلد الذات

ماهو جلد الذات أو لوم الذات 

من نتائج تلقي تربية قاسية نتيجتين 
إما أن ينعدم الضمير ويتضاءل الشعور بالندم
أو يتبنى الشخص عادة جلد الذات وهو المبالغة بلوم الذات وتأنيب الضمير

التربية القاسية ليست شرطاً أن يكون فيها عنف جسدي بل هي التربية التي قد يكون فيها الكثير من العنف العاطفي والعقلي 

العنف العاطفي 
يتجلى في السخرية وإلقاء الألقاب النابية كالمسبات وقلة الحضن واللمس والتقبيل والإهمال وعدم الاهتمام أو تلبية احتياجات الطفل
الأوامر الكثيرة وكأننا في ثكنة عسكرية
المقارنة مع الآخرين والانتقادات الدائمة 

العنف العقلي 
يتجلى في عدم السماح للطرف الآخر بالتعبير عن رأيه كأن أكثر من مقاطعته ولا أحسن الاستماع له
وتغليط الطفل على الدوام 

وكلما عبر عن انزعاج أو حزن لخطأ ما بدر مني بدل أن اعتذر منه فهو إنسان وله حقوق ومن الفضيلة الاعتراف بالخطأ بدل الاعتذار عما بدر مني أحمله مسؤولية خطأي فأشعره بتأنيب الضمير لخطأ ارتكبته أنا أو كما يقولون بالعامية أتغداه قبل أن يتعشاني
كأن أضربه لأني مضغوط في العمل وأخبره أنه هو كان السبب وراء غضبي

أو لأني لا أريد التصريح بأني أمر في ضائقة مالية لما يطلب مني نقود أخبره بأني لن أعطيه لأنه لم يحسن التصرف
أو لما يعبر عن نعاسه أخبره أنه غير نعسان لأني أريد أن أكمل السهرة عند أصحابي


خطورة العنف العقلي تكمن في أنه تربك الطفل فيبدأ يشك في تفكيره هو ومشاعره هو ويبدأ بعدم تصديق نفسه ويصدق الآخرين ويفضل آراءهم على رأيه وحكمه فيكبر وهو يعاني من التردد الشديد وعدم القدرة على اتخاذ القرارات ويصبح إمعة وضحية سهلة للاستغلال والاضطهاد

طريقة كلام الأهل مع الطفل تتخزن في عقله الباطن وفي الكبر يتبناه هو كطريقة تفكيره الخاصة فيكلم نفسه مثل ما كلموه المربين 

فيكثر من لوم نفسه 
يعتقد أنه هو المسؤول وراء كل خطأ
يفكر أنه لا يحسن التصرف وأنه دائما مخطىء
كأن يقول : لم يسلموا علي لعلي فعلت شيئا خاطئا
لقد تلعثمت بالكلام يا لي من أخرق
سأخدم هؤلاء لعلهم يحبونني 

يستطيع الإنسان إعادة برمجة عقله الباطن وتغيير طريقة كلامه مع نفسه ولكن ذلك يتطلب قبل كل شيء الوعي بكيفية التفكير والكلام مع الذات  والهدف أن يصبح الإنسان صديقا مخلصا لنفسه يريد الخير لها
ثم الرغبة بالتغيير 

نحن هنا لسنا لنلوم الأهل فنحن نعلم أنهم تصرفوا وفق أقصى معرفتهم ووفق المعتقدات والعادات الشائعة في عصرهم 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مواساة

الممارس غلب الفارس

أنماط التفكير السلبي