أسباب القلق والإكتئاب وكيف أتعامل مع شخص يعاني منهما
القلق والاكتئاب وجهان متلازمان لعملة واحدة
القلق ينتج من تعرض الإنسان لحالات مكررة من الخوف وفي كل حادثة ينفرز هرمون التوتر المعروف بالكورتيزول وهرمون الاندينالين حتى يتراكمان في الدماغ .. يشبه زر إنذار الحريق
في كل حالة خطر ينكبس زر الإنذار حتى يتعطل من كثر ما انضغط ويبقى في حالة التشغيل ...
وتعرض الإنسان لصدمة كبيرة في حياته أو العديد من الصدمات المكررة الصغيرة على مدى سنين أيضا تؤدي لتراكم هرمون الكورتيزول في الدماغ
ما يؤدي لمرض الإكتئاب النفسي وهو استدامة الحزن..
و مرض القلق النفسي وهو استدامة التوتر ..
لذلك كان من الخطأ أن ننصح مريض القلق أن يهدأ أو أن نخبره أن يطمئن لأن الأمر ليس بيده هي مسألة بيولوجية لحد كبير ...
وكذلك من غير المجدي أن نطلب من مريض الاكتئاب أن يتوقف عن الحزن أن يمسح دموعه أو أن يتوقف عن الغضب والتخلق لأتفه الأمور...
التبرم والتضجر والتأفف واللوم المستمر لا يفيد في هذه الحالة ..
بل وحتى النصائح الهادفة .. مهما كانت ممتازة وواقعية وعملية ... لا تفيد بل تزيد الطين بلّة
كل ما نفعله عندما ...
نلوم ،نتبرم ،نتصجر ،ننتقد وحتى ننصح...
هو أننا نشعر الشخص بمزيد من الألم ...
نشعره أنه لا يعرف كيف يحل مشاكله الخاصة كأنه فاشل..
نشعره بأنه لا يعرف كيف يخرج من دائرة القلق أو الحزن وكأنه غبي..
نشعره بأننا أفضل منه فنحن نعرف أكثر منه ونحن أنجح منه وحياتنا أفضل من حياته ...
يعني ببساطة نحن نشعره بالدونية وأنه صغير وأقل منا نحن ..
لما يأتي النصح من باب الترفع وباب أنا أفهم منك ، أنا أعلم منك، أنا أقدر منك ، بحياتي لم أتصرف بهذا الشكل المرثى له ،ما هذا الضعف ، بكاؤك مخجل ، وضعك مخزي، غضبك مشين ....
لما نتفاعل مع إنسان بهذه النفسية حتى لو لم نتفوه بما نفكر به لكن أفكارنا تنعكس على لغة جسدنا ، نبرة صوتنا ، نظرة عيوننا ووقفتنا ..
لما نواجه إنسان بهذا المنطق ومن هذا المنطلق فنصحني ببساطة غير مقبوووووووووول
النصح حتى يكون ناجح لابد يأتي من باب
أنا أفهمك أو على الأقل أنا أريد أن أفهمك
لعلي لم أمر بموقف مشابه لكني أقدر حزنك ..
أقدر خوفك .. أقدر تعبك ..
لابد أنك مررت بالكثير حتى وصلت لهذا الحال ..
النصح الذي يأتي من باب أنا أحبك ..
يهمني أمرك .. أريد مصلحتك .. أنا هنا إن احتجتني ..
كيف يمكنني أن أساعدك؟
هل أستطيع عمل شيء يخفف من أزمتك ...
هذا المنطلق مختلف تماما وهو يعني الكثير
لما نتقرب بهذه الطريقة من الشخص الذي يعاني
نلاقي قبولا وتفاعلا وتعاونا
مع كثيييييييير من الصبر
والتصرف يتم حسب حالة المريض ومراعاة شعوره ورغبته ومدى استطاعته أن يتعاون وليس حسب شروطي أنا ولا توقعاتي ولا أوامري ...
تعليقات
إرسال تعليق