تاثير الشعور بالوحدة على علاقاتنا
تأثير الشعور بالوحدة على العلاقات
لنكون في علاقة صحيّة لابد لنا بالأول أن نعتنق فكرة أن نكون وحدنا ونكون مرتاحين وحدنا
فرفض أن نكون وحدنا هو الحاجز بيننا وبين القدرة على الحب
كثير من الناس يسعون للدخول في علاقات سواء صداقة أو علاقات عاطفية للقضاء على الشعور بالوحدة وهذا بالذات هو السبب وراء المشاكل والخلافات الكثيرة
وكون الكثير من العلاقات مشحونة بالتوتر
في الحقيقة ما نطلق عليه مسمى الحبّ ليس حُبّاً لكنه في الحقيقة ينبع من الخوف والقلق واليأس
أي هو نوع من أنواع التعلّق أو الاعتمادية
وكل هذا ينبع من عدم قدرتنا على البقاء لوحدنا
ونحن على الأغلب سنخفق في اتخاذ قرارات حكيمة في هذا الحال خاصّة عند اختيار شريك الحياة
إذا كنا لا نطيق الوحدة فإننا غالباً سنوافق على أي شخص يبدي اهتماماً بنا دون أن نأخذ بعين الاعتبار هل هو فعلاً شخص كفء أو مناسب!
خوفنا من الوحدة وعدم الثقة بالنفس يمنع الحب
أحياناً نخلط الحب بالخوف
الخوف يُترجم إلى تعلّق - احتياج - تملك - غيرة
قد نعتبر هذه الأمور تعبيرات عن الحب
لكنها في الحقيقة كلها تأتي من الخوف وبالتالي تأتي من المصلحة الشخصية أي أنه ليس هناك اعتبار للشخص الآخر بل هناك فقط اعتبار للنفس والحبّ في الحقيقة عكس ذلك
إذا كنا نريد الاهتمام والانتباه والرعاية من الآخر فإننا نركز على ما نستطيع الحصول عليه من الآخر وكأنّ ذلك نوع من الأنانية
لأننا لسنا مهتمين بالآخر بل بأنفسنا وما سنحصل عليه منه وماذا سيفعل من أجلنا وهذا ليس حبّاً.
الحبّ هو في العطاء غير المشروط.
ولماذا نخاف أن نخسر الآخر لأننا نخاف من البقاء وحيدين.
الخوف سيؤثر سلباً على العلاقة وعلى كل التعاملات
قد نقوم بخدمات كثيرة للآخر وقد تبدو هذه الخدمات لطيفة ولكن عندما نقوم بها للحصول على شيء ما بالمقابل
عندما تلاحظ نفسك تشتكي
اسأل نفسك؟ هل تقوم بهذا العمل لتحصل على شيء في المقابل؟
إن كان الجواب نعم فهذا ليس حبّ ولكنها صفقة للتحكم بالآخر أو التلاعب به أو تأمين العلاقة وتنبع من الخوف من البقاء وحيدين
لو نحتاج الآخر للشعور بالتقبل والمحبّة والدعم
لا أحد يستطيع أن يشعرك أنك محبوب إذا لم تكن مقتنعاً بنفسك
لا أحد يستطيع أن يشعرك بالأمان إذا لم تكن واثقاً من نفسك
يمكنهم أن يشعروك بالأمان لفترة قصيرة فقط ولكن ليس على الدوام
لأنه لا ينبع من نفسك.
الشريك ليس مسؤولاً عن إشعارك بالسعادة
السعادة تنبع من الداخل .. الرضى عن الذات وتقبل الذات والاقتناع بأنك شخص تستحق المحبّة يأتي من الداخل وليس من الآخرين
وإذا كنت تُسلّم زمام الأمور للآخرين
مسؤولية إسعادك ومسؤولية إشعارك بالأمان والمحبّة والدعم
فستُصاب بخيبة الأمل في كلّ مرّة
إذا لم تتقبل نفسك تقبلاً كاملاً لن يستطيع أحد أن يفعل ذلك من أجلك … إذا لم تقتنع بنفسك أولاً لن تشعر أنك محبوب
وإذا كانت سعادتك معلّقة بالآخرين هذا يعني أنك ستصاب بخيبة الأمل مراراً وتكراراً وكثيراً ما تجد نفسك حزيناً
عندما نكون وحدنا نواجه أنفسنا وأحكامنا السلبية على أنفسنا وقلّة الثقة وقلّة الشعور بالقيمة وعدم الكفاءة
وإذا لم نعالج هذا بأنفسنا لن يتعالج لوحده
قد نعتقد أن الآخرين سيجعلوننا نشعر أننا كفوئين وذو قيمة وسعيدين
لكننا إذا لم نكن مقتنعين بأنفسنا لن نصدق الآخرين وسنشك بمحبتهم ونقول لأنفسنا لماذا يحبون شخصا مثلي؟
وسنخاف دائماً من خسارتهم وبالتالي تُخلق المشاكل
الشخص الآخر يستشعر خوفك ويأسك وقلّة ثقتك بنفسك حتى ولو باللاوعي وهذا يبدو له غير مريح فيبتعد ما يزيد تعلقك به مايزيد من ابتعاده لأنه يحتاج مساحة للتنفس وللشعور بالحرّية ما يزيد خوفنا واحتياجنا وتعلّقنا والشخص الذي يشعر بالاختناق قد يحتاج وقتاً أكبر للبقاء وحده مايزيد الشك وهكذا تخلق المشاكل
لذلك كان من الأفضل معالجة قدرتك على تقبل نفسك بمنأى عن الآخرين حتى تستطيع أن تحبّ دون أن تخاف الخسارة
بحيث لا يوجد ضغط ولا توتر وكلّما كان هناك شعور بالحرية كلما أراد الشخص الآخر البقاء لوقت أطول
مشاعرك هي مسؤوليتك أنت
حاول أن تلاحظ من أين تأتي وأسعى لمعالجتها
تعليقات
إرسال تعليق