جروح الطفولة

 وفقاً للدراسات في المجتمعات الأمريكية قيل أن اضطراب الشخصية النرجسية قليل جداً .. حوالي 1% من تعداد مجمل السكان.

ولهذا الاضطراب أعراض معروفة لن ننتطرق لها في هذا المقال.

ولو أني أعتقد شخصياً أن نمط الشخصية هذا منتشر في المجتمعات العربية بنسب أعلى بسبب أميّة المشاعر والمقارنة الشديدة في التربية والتركيز على إحراز النتائج الباهرة والقسوة في التعامل.

إلا أنه من المعروف أن نسب من النرجسية في الشخصية طبيعي وضروري ومهم للمحافظة على الحياة.

والمعروف أن الشخص النرجسي ليس عنده تعاطف أولا يستطيع وضع نفسه موضع شخص آخر لذلك هو يطلق الأحكام ولا يتفهم موقف الآخر.

كأن يقول "لماذا يبكي هذا الشخص؟ ياله من ضعيف!"

أو يقول" لماذا هو غاضب ..إنه يبالغ في كل شيء"

هذه الأحكام يطلقها لانفصاله عن شعوره الخاص … هو لا يتفهم مشاعره الخاصة ... تدني ذكاؤه العاطفي يجعله لا يتمكن من تفهم الآخرين.


هناك بعض المواقف التي تبرز تصرف نرجسي في إنسان بالرغم من كونه لايعاني من هذا الاضطراب.

قليل منا من نشأ في بيئة خالية من الانتقادات أو العقوبات أو اللوم أو الإهمال .. لذلك هناك جروح نفسية من الطفولة .. لمّا تتفعل هذه الجروح يتصرف الشخص تصرّف نرجسي أي لايبالي بالآخر ولا يهتم بمشاعره.


مثلاً :

إذا كان الشخص في طفولته تم تفضيل أخوه عليه دائماً وكان هناك مقارنة مستمرة يتكون جرح نفسي .. لما يكبر هذا الرجل إذا قامت الزوجة بمقارنته بوالدها وإشعاره أنه دون المستوى سيتفعل جرح الطفولة عنده وينطفئ التعاطف عنده وتصبح ردة فعله فيها قسوة ولامبالاة.


أو إذا كان جرح الطفولة أن أحد الأبوين كان شديد الانتقاد لما تكبر هذه الفتاة لما يكثر زوجها من لومها وانتقادها ينطفئ عندها التعاطف وتتصرف بنرجسية.


أو مثلاً جرح الطفولة هو الصراخ إذا كان أحد الأبوين يكثر الصراخ .. هنا يتفعل الجرح بالصراخ .. لما يستعمل الشريك الصراخ مع شريكه ينطفئ التعاطف عنده .. بينما لو عبر عن رأيه بهدوء بنبرة صوت منخفضة دون أية علامات للعصبية ربما استطاع إيصال فكرته وتحقيق تفاهم أكبر والحصول على تعاطف.


فتاة لم تشعر بالأمان في طفولتها في بيت أهلها وزوجها كلما انزعج يقول لها "أحبك لو فعلت كذا .. إذا لم تفعلي كذا لا أحبك!"

 هنا انعدم الشعوربالأمان مرة أخرى وهو احتياج عاطفي مهم عند الزوجة .. لما صار الحب مشروط دائماً 

أو يقول لها إذا تعبتْ ولم تنجز الأعمال المنزلية

 "شو تعبت؟! صار وقت نبدلك ؟؟؟"

ثم يتذمر أن زوجته لا تهتم به وفقط تهتم بنفسها

كيف وهو لا يُشعرها بالأمان ؟؟؟


جهدنا في الكبر عدم مس جروح الطفولة حتى لا نفعّل الألم وتنعدم الاستجابة .. ويتم تحصيل تفاعل أفضل وممكن تحصيل تفاهم أعلى 





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ينصح الأخصائيون النفسيون أن لا تستعمل عقلك لتهدئ نفسك

مواساة

أنماط التفكير السلبي