ما هو التقبل؟
أول ما يتعلمه الشخص المكتئب هو كيفية التعامل السليم مع المشاعر السلبية
كيف يستطيع الإنسان التعايش والتأقلم مع مشكلة مستمرة لفترة طويلة من الزمن؟
كيف استطاع سيدنا يعقوب عليه السلام الصبر على فراق ابنه يوسف عليه السلام لسنوات عديدة؟
الجواب هو بالتقبل وعدم المقاومة!
لنتفهم ماهو التقبل نسأل ماهو عكس التقبل؟
عكس التقبل هو الكبت
كبت المشاعر هو الذي يؤدي لتراكمها
والتراكم يتحول لشعور ضيق لا يطاق
جاثم على الصدر وكاتم الأنفاس
وزيادة الضيق يولد الانفجار إما بشكل نوبات غضب خارجية
أو داخلياً على شكل أمراض نفسية أو بدنية
تماماً مثل طنجرة الضغط
كيف يكون الكبت؟
بالتصنع أو الإنكار أو التجاهل
أولاً التصنع
هو إظهار عكس المشاعر الداخلية
كأن يكون الشخص حزين وهو يتظاهر بالسعادة والضحك فهذا نوع من كتم الشعور
ثانياً: الإنكار
وهو نوع من رفض الاعتراف بالشعور السلبي
هل تشعر بالحزن ؟ لا أنا بخير
وهذا نوع ثاني من الكبت
ثالثاً: التغافل والتجاهل
وهو الانشغال عن الشعور بأمور أخرى لتفاديها
كالنوم لساعات طويلة هرباً من الحزن
الانهماك بالعمل لساعات طويلة ممكن يكون هروب من القلق مثلاً
الانغماس بالألعاب الالكترونية أو المسلسلات
أي تصرف مبالغ فيه ممكن يكون هروب من شعور
وبالتالي يؤدي للكتم
من أين نشأ الكبت؟
إما من معتقدات سلبية منتشرة في المجتمع
مثل البكاء ضعف بدل رحمة أو تفريغ
أو الرجال لا يبكون مع أنه معروف في ديننا بكاء الأنبياء
أو من التربية
الأهالي الذين لم يتعلموا طريقة التعامل السليمة مع المشاعر السلبية يورثون الطرق الخاطئة لأولادهم
مثلاً: الطفل الذي كلما بكا يعاقب بالتجاهل أو الحرمان
يتعلم أنه من أجل أن يكون محبوباً لابد أن يخبيء مشاعره فيتصنع السعادة أو الشجاعة دائماً ويتظاهر عكس مايشعر به وبالتالي يكبت مشاعره مما يؤدي لتراكمها عبر الزمن
إذا ما الطريقة السليمة للتعامل مع المشاعر السلبية:
أولاً: تقبلها
والاعتراف بها ليس من الضروري أن نشتكي لكل من هب ودب المقصد أن نعطي أنفسنا الحق لأن نشعر بم نشعر به
ثانياً: التفريغ
لو كان المجتمع حولنا لا يتقبل ذلك
ممكن أصرح به لنفسي عن طريق كتابة المذكرات أو أصرح لربي أكلمه بالدعاء
أو في سجودي
المهم أعبر أول بأول حتى لا تتراكم المشاعر
مثال
حادثة وفاة لشخص عزيز
أعطي الموقف حقه
واحزن لفراق ذلك الشخص
وأعيش الحزن بكل معانيه
أبكي - اسمتع إلى أشعار كئيبة- اعتزل الناس- أغلق الستائر
أتلو آيات الله وأُسبّح وأحزن واستمر هكذا
سرعان ما أشعر بالملل وأشعر بدافع ورغبة للعودة للحياة من جديد
ولكن ما كنت لأصل لهذا لولا عيش الحزن والمرور به
أما لو كتمت الحزن وتغافلت عنه فسيستمر لفترات طويلة وزاد
التقبل هو الإقرار بوجود الشيء
تعليقات
إرسال تعليق