أهمية التنفس العميق

 



نعيش الآن في زمان مضطرب وسريع 

خاصة بعد انتشار مرض الكورونا زادت الضغوطات من أجل تحصيل لقمة العيش

وضغوطات البقاء في البيت مع الأولاد لفترات طويلة من الزمن دون إمكانية للخروج

حتى لو خرجت من البيت لا تشعر بالأمان وأنت في الخارج 

دائماً نترقب الأسوأ

دائماً نخشى وقوع مصيبة

من الطبيعي أن يحسب دماغك ألف حساب لما قد يحصل

لكن لحسن الحظ تدل الدراسات أن 85% من مخاوفنا لا تقع فعلاً

وبالرغم من ذلك لا نزال نقلق ونضطرب عند معرفة نسبة الإصابات وأعدادها

أو السماع عن إصابة شخص ما بالفيروس 

أحياناً من شدة الخوف نشعر وكأن سكة قلبية ستصيبنا وتزداد صعوبة التنفس ونشعر بالاختناق وقد نشعر بدوخة أو إغماء

وهذه أعراض نوبة الذعر 


في الحقيقة القلق شيء طبيعي بل هو مفيد لأنه يخدم هدفاً

الهدف الأساسي من ردود الأفعال التلقائية هي حمايتنا 

كما لو رأيت نمراً مثلاً فيتفعل عندنا منعكس تلقائي للهروب أو القتال أو الجمود 

وقد تتفعل لدينا هذه الردود نفسها أيضاً من أحداث يومية بسيطة 

كسماع الأخبار، التأخر على موعد، ضغوطات العمل والدراسة

مع أنها ليست من الأخطار المميتة الداهمة الآن


لكن دماغك يشعر كأنها أخطار تهدد حياتك الآن ووظيفته حمايتك

فيطلق إشارة زمور الخطر 

وينتظر منك الإجابة 

هل أهرب أم أقاتل أم أتجمد؟

ولما تتغافل عن هذه الإشارة فإن دماغك سيرفع من مستوى القلق ليحصل على إجابة

مثل الطفل الصغير الخائف لمّا يبكي يريد الاطمئنان 

لذلك تحتاج أن تطمئنه


تمارين التنفس!

كلما زاد القلق أصبح التنفس ضحلاً وسطحياً وتسارعت ضربات القلب لمواجهة الخطر وبذلك تقل نسبة الأوكسجين التي تصل للدماغ .. وهذا مفيد لو كان الخطر حقيقي وحاضر أمامنا 


أما في حالة الإشاعات مثلاً أريد أن اطمئن دماغي أن الأمور بخير .. أثبتت الدراسات أن أفضل طريقة لفعل لذلك

هي التنفس العميق الإرادي


لما نتنفس بشكل ببطئ وبرتم معين 

نعطي إشارة من الجسم .. للدماغ أن الأمور بخير

لا تقلق 

لا يوجد خطر داهم حقيقي الآن

هي إشارات متبادلة بين الدماغ والجسم

لأننا لا نستطيع أن نغلي القلق بالتفكير فحسب



لذلك كان التنفس العميق أداة رائعة لإعادة الهدوء لأجهزتنا العصبية وهو يعيد إمداد الدماغ بالأوكسجين الضروري لعمله 


ولقد أجريت دراسات عديدة على فعالية أسلوب التنفس الإرادي على تهدئة النفس وتمت تجربته على الجنود الأمريكان

وعلّموه للقناصة قبل الرمي حتى يسددوا الهدف

تكلم عنه Dr Michael Breus المعروف ب 

The sleep doctor وغيره الكثيرون

لِما له من فعّالية كبيرة وسريعة في الهدوء



إليكم هذا التمرين الذي يساعد على التهدئة  

تكرار هذا التكنيك عددة مرات خلال اليوم سيساعدك على تجاوز نوبات الذعر خلال دقائق 


خذ شهيقاً مع العد  4

احبس النفس مع العد ل7

زفير طويل مع العد ل 8


نفس 

8،7،4

كرره لحوالي ثلاث دقائق ستشعر بتحسن على الفور 


قد تستهين بسهولة هذا 

ولكن مع التجريب ستلاحظ فعالية هذا التكنيك

جرب وستلاحظ الفرق







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ينصح الأخصائيون النفسيون أن لا تستعمل عقلك لتهدئ نفسك

مواساة

أنماط التفكير السلبي