التحفيز السلبي والتحفيز الإيجابي
التحفيز السلبي والتحفيز الإيجابي
هناك أشخاص يعتقدون أن المبالغة في اللوم تحفّز على العمل
وقد أثبتت الدراسات أن العكس هو الصحيح
كثرة اللوم والتخويف تجعل الإنسان إما يهرب من المواجهة أو الفعل أو أن يتجمد تماماً ويتوقف عن المحاولة
لأن كثرة التوبيخ أو التخويف أو اللوم تفعّل ردود الأفعال التلقائية اللارادية (الهروب أو القتال أو التجمد) وكلّها ردود أفعال غير منتجة حيث يتوقف التفكير المنطقي وهكذا لا تُحل المشكلة بل نزيدها سوءاً
حتى أن أحدهم في أحد جروبات العلاج النفسي قال أنه كلما سرح بالأفكار السلبية نسف (لطم) نفسه كفاً مخمساً حتى يعيد انتباهه للحظة الحالية
وهذه شدة غير ضرورية
هي مسألة تدريب وتكرار فقط
كلما شرد كان كافياً أن يعيد انتباهه للحظة الحالية
وقد أثبتت الدراسات أن البشر يستجيبون للمديح والتقدير بشكل أكبر بكثير من اللوم والانتقاد
فهو يدفع للعمل ويحرّض على تقديم المزيد
والتنبيه أوالترهيب يفيد فقط في حالات معينة فيها تجاوزات
ولا ينفع معها المديح
وفعلاً نلاحظ ذلك من تصرفات النبيّ عليه السلام لما كان الابتسام والتقبل من سماته الغالبة ولجأ للترهيب في حوادث معينة عندما سرقت المرأة المخزومية مثلاً وطلبوا الشفاعة لها لأنها من أشراف القوم فغضب النبي عليه السلام وخطب على المنبر وتكلم كلامات عاماً ولم يختص التوجيه لشخص بعينه فكان توجيهه غير مباشر وعامّاً حتى يتنبه المخطئ بدون أن يفضحه
فالأصل هو الترغيب قال صلى الله عليه وسلم:
بَشِّروا وَلا تُنفِّروا، ويَسِّروا وَلا تُعسِّروا.
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه
خدمتُ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - وأنا ابن ثمانِ سنينَ، خدمتُه عشرَ سنين، فما لامني على شيءٍ قطُّ أتي فيه على يدي، فإن لامني لائمٌ من أهله ؛ قال : دعوه ؛ فإنه لو قضي شيءٌ كان .
تعليقات
إرسال تعليق