السعادة أم الرضى؟

 ملاحقة السعادة وهم …

من طبيعة الحياة أن فيها تقلبات كثيرة مثل فصول السنة 

فتحصيل السعادة هدف غير واقعي لأن فيه رفض وتجاهل لحقيقة التغيير في الحياة وحقيقة أن لاشيء ثابت


بدل البحث عن السعادة هناك هدف أكثر واقعية هو البحث عن الرضى .. 


لمّا تعترضك مشكلة صغيرة تسعى جاهداً لتخطيها

لكن هناك بعض المشكلات خارجة عن نطاق سيطرتنا 

مثل وفاة شخص عزيز ، الإصابة بإعاقة والعياذ بالله ، انهيار الوضع الاقتصادي في البلد ، العيش في أسرة متوترة أو وجود أزمة عالمية .. جائحة .. مرض … إلخ


المشكلات الكبيرة صعب لشخص بسيط أن يغيرها 

فهنا أفضل طريقة هي أن يتقبلها ..

ولكن مع التقبل لا نستطيع أن ننفي أن التوتر مستمر وهو يؤثر على صحتنا النفسية والجسدية

ولا إرادياً تتنبه عقولنا للتوتر حولنا بدافع حمايتنا


طالما لا نستطيع إلغاء التوتر حولنا .. كان توجيه التركيز لدواخلنا من الطرق الفعّالة للتشتيت والتقليل من تركيزنا على الخارج والأحداث الخارجية التي لا نستطيع تغييرها


لمّا يوجه الإنسان انتباهه لنفسه ويوجد لنفسه هدفاً سامياً أو رسالة يسعى لتحقيقها فهذا 

أولاً سيصرف انتباهه عن التوتر المحيط ريثما ينحل

وثانياً سيعطيه شعور بالإنجاز والقيمة والرضى عن نفسه بأنه قدم شيء ولو يسير أو ساهم بشيء مفيد وكان له أثر


والرضى هو شعور أبلغ من السعادة قصيرة المدى


وليس بالضرورة أن يكون الهدف عظيماً صعب المنال

بل ضمن الإمكانيات والمتاح 


وسبحان الله الكثير من الناس لمّا وجدوا ذلك الهدف وسعوا لتحقيقه أتاهم المال والرزق معه كتحصيل حاصل 


مثلاً:

شابةٌ لاحظت انشغال الأمهات عن أولادهن بعض الأوقات

فأرادت أن تُساعد وقررت عمل قناة على اليوتيوب تحكي فيها قصص مفيدة للأطفال يستمعون لها في أوقات فراغهم  والاستماع أفضل من المشاهدة لأنه يحرّض الخيال

وفعلاً لاقت قناتها رواجاً .. وكانت الأمهات والأولاد ممتنين لقناتها ومساعدتها


هناك سيدة أخرى تُحب الكتابة 

فقررت توثيق كل الحكايا الشعبية والتراثية

في كتاب وتحفظها من الزوال والاندثار.. جمعت قصص كثيرة من الناس ووثقتها بأسلوب جميل .. ونشرته على موقع إلكتروني بسعر معقول وتم بيعه


فكان هذا عمل صغير ضمن الإمكانيات المتاحة ولكن كان له وقع على شعورهذه السيدة بالرضى والقيمة


كما أن هذا الأسلوب ناجح للتخفيف من التوتر وصرف الانتباه عن المشاكل الكبيرة المحيطة الأخرى التي يستغرق حلّها وقتاً

كما سبق وذكرنا … 


احتمال وجودك على هذه الأرض ضئيل جدّاً وفق دراسات الاحتمالات 

لقد وجدت لغاية في هذا الكون











تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ينصح الأخصائيون النفسيون أن لا تستعمل عقلك لتهدئ نفسك

مواساة

أنماط التفكير السلبي